ابتسامة الحياة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» طبق سلطه فواكه يفتح النفس
فضل العشر الاواخر من دي الحجه Emptyالجمعة 6 مايو - 11:56 من طرف shahdalmlka

» دعاء
فضل العشر الاواخر من دي الحجه Emptyالخميس 31 ديسمبر - 0:28 من طرف ابتسامة الحياة

» دعاء
فضل العشر الاواخر من دي الحجه Emptyالأربعاء 30 ديسمبر - 11:25 من طرف ابتسامة الحياة

» اللهم بلغنا رمضان
فضل العشر الاواخر من دي الحجه Emptyالأربعاء 30 ديسمبر - 11:17 من طرف ابتسامة الحياة

» معلومات
فضل العشر الاواخر من دي الحجه Emptyالأربعاء 30 ديسمبر - 11:13 من طرف ابتسامة الحياة

» ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ )
فضل العشر الاواخر من دي الحجه Emptyالأربعاء 30 ديسمبر - 11:03 من طرف ابتسامة الحياة

» كل عام والامه الاسلاميه بخير
فضل العشر الاواخر من دي الحجه Emptyالأربعاء 30 ديسمبر - 10:54 من طرف ابتسامة الحياة

» بحبك يامصر
فضل العشر الاواخر من دي الحجه Emptyالأربعاء 30 ديسمبر - 10:46 من طرف ابتسامة الحياة

» شرفتونا
فضل العشر الاواخر من دي الحجه Emptyالأربعاء 30 ديسمبر - 10:33 من طرف ابتسامة الحياة

أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم


فضل العشر الاواخر من دي الحجه

4 مشترك

اذهب الى الأسفل

فضل العشر الاواخر من دي الحجه Empty فضل العشر الاواخر من دي الحجه

مُساهمة من طرف zeersalm الخميس 11 أكتوبر - 17:20

إن الحمدَ لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذُ بالله مِن شرور أنفسنا ومِن سيئات أعمالنا، مَن يهده اللهُ فلا مُضلّ له، ومَن يُضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران:102].
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء:1].
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب:70].
أمّا بعدُ؛ فإنَّ أصدقَ الحديثِ كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمد -صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم-، وشرّ الأمور محدثاتها وكلَّ محدثة بدعة وكلَّ بدعة ضلالة وكلَّ ضلالة في النار.
أمّا بعدُ:
فقد أخرج (البزَّارُ) من رواية (جابر) -رضي الله عنه- أن الرسول -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال : "أفضل أيام الدنيا أيام العشر". وأخرج الحديث (ابن حبان)، وصححه (الألباني).
وفي الحديث: أن أيام العشر هي أفضل أيام الدنيا بلا استثناء، وأن (البخاري) في "صحيحه" من رواية (عبد الله بن عباس) -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال : "ما من أيامٍ العملُ الصالح فيها أحبُّ إلى الله من هذه الأيام" -يعني : أيام العشر- قِيلَ: ولا الجهادُ في سبيل الله يا رسول الله؟! قال : "ولا الجهادُ في سبيل الله إلا رجلٌّ خرج بنفسه وماله؛ فلم يرجع من ذلك بشيء".
وفي هذا الحديث -أيضًا- ذلك المعنى الذي هو في حديث (جابر) -رضي الله عنه-؛ لأنه إذا كانت الأعمال في أيام العشر أحبَّ إلى الله -تبارك وتعالى- و أفضلَ في ميزان الشريعة من نظائرها في غير أيام العشر؛ فلا شك أن هذا الزمانَ محبوبٌ عند الله -تبارك وتعالى- مُفَضَّل.
واللهُ -جلت قدرته- فاضلَ بين الأزمان؛ فجعلَ ليلةَ القدر: خيرَ الليالي، وجعلَ يومَ النَّحْر: أفضلَ الأيام عند الله -جل علا-، وقيلَ: هو يومُ عرفة لأنه ما رُئِيَ الشيطانُ أذلَّ ولا أَدْحَرَ منه في ذلك اليوم، وإن الله -جل وعلا- ليدنو عَشِيَّة عرفة يباهي بأهل الموقف الملائكة، يقول: "ما أراد هؤلاء؟".
ولكنَّ الذي إليه المصيرُ عند أهل العلم: أن يومَ النحر أفضلُ أيام العام؛ لأن الحديث الذي ورد فيه سالمٌ من المعارضة.
وفضَّلَ اللهُ -رب العاملين- العَشْرَ الأُوَلَ من شهر ذي الحجة على سائر أيام العام، وفضَّلَ الله -رب العالمين- بعض الأمكنة على بعض؛ فجعل الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاةٍ فضلاً وأجرًا، وجعل الصلاة في مسجد الرسول -صلى الله عليه وسلم- بألف صلاة.
ففاضلَ الله -رب العالمين- بين الأماكن , وفاضلَ الله -رب العالمين- بين الأزمان، وفاضلَ الله -رب العالمين- بين الملائكة؛ فجبريلُ فهو مقدَّم الملائكة، وهو الأمين صاحب الوحي إلى الأنبياء والمرسلين من لدن رب العاملين.
وفاضلَ الله -رب العالمين- بين الأنبياء والمرسلين؛ فجعلَ أشرفَهم محمد -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-؛ فهو خير الرسل وأفضلهم وهو الذي صلى بهم -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- في ليلة المعراج؛ فهو -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- إمامهم ومقدَّمهم، وهو صاحب الشفاعة العظمى -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.
وفاضل الله -رب العالمين- بين الناس؛ فجعل أكرمهم عنده أتقاهم، وميزهم بالتقوى والطاعة والإنابة لوجهه الكريم بعضَهم على بعض.
وفضل الله -رب العالمين- الكتب المنزلة من لدنه -سبحانه- بعضَها على بعض؛ فالقرآن العظيم هو أشرفُ ما أنزل الله -رب العالمين- من الكتب لأن الله -رب العالمين- أوحى بهذا القرآن العظيم إلى نبيه الكريم -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- لخير أمة أُخرجت للناس؛ فقد فاضل الله -رب العالمين- بين الأمم؛ فجعل أمة محمد -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- آخرَ الأمم زمانًا وأولَها وأعلاها مقامًا.
فالحمد لله الذي جعلنا من أمة محمد -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، وفي ذلك يقول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- كما في حديث المُسْنَدِ وغيرِه، وهو ثابت صحيح، قال: (والذي نفسي بيده لو كان موسى حيًا ما وسعه إلا أن يَتَّبِعَنِي).
فلو كان من أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- زمانًا ووجودًا ما وسعه إلا أن يَتَّبِعَ النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.
ففضل الله -رب العالمين- هذه الأيام العشر على سائر أيام العام, النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: ( أفضل أيام الدنيا أيام العَشْر) ويقول صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله -تعالى- من هذه الأيام -يعني العشر الأُوَل- من شهر ذي الحجة ) فقال الصحابة رضي الله عنهم وقد استشكلوا ذلك بعضَ الاستشكال، فأرادوا أن يفهموا مقصدَ النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، فقالوا: يا رسول الله ولا الجهادُ في سبيل الله؟!
يعني: لو أن عملاً دون الجهاد وقع في هذه الأيام، هو خير من الجهاد في غير هذه الأيام يا رسول الله؟ فهذا وجهٌ عند شُرَّاح الحديث.
ووجهُ آخر، وهو: أن الجهاد في هذه الأيام يُفَوِّتُ الحج، والجهاد في غيرها لا يفوته فظن الصحابة -رضوان الله عليهم- أن الجهاد في غير هذه الأيام يكون أفضل من الجهاد في هذه الأيام؛ إذ يفوت الحج على المجاهد؛ فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ولا الجهاد في سبيل الله) ثم بيّن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- حالةً هي خارجُ المقارنة، قال: (إلا رجلٌ خرج بنفسه وماله، ثم لم يرجع من ذلك بشيء)، و في رواية: ( إلا من عُقِرَ جوادُه وأُهْرِيقَ دمُه) وهي بمعنى الرواية الأولى(فلم يرجع من ذلك بشيء).
فبيّن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- عِظَم العمل الصالح في الأيام العشر الأولى من شهر ذي الحجة وبين النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أنها لا يضارعها أمثالها تقع في غيرها بحال.
والعلماءُ قد وقعوا في مسألة المقارنة بين العشر الأول من شهر ذي الحجة والعشر الأواخر من شهر رمضان لوقوع ليلة القدر فيهن.
وتوسط العلامة ابن القيم -رحمه الله تعالى-؛ فقال: (إن أيام العشر الأول من شهر ذي الحجة أفضلُ من أيام العشر الأواخر من شهر رمضان، وليالي العشر الأواخر من شهر رمضان خيرٌ من ليالي العشر الأول من شهر ذي الحجة).
والمحققون من العلماء على غير ذلك؛ لأنهم يقولون: إنَّ الأيام إذا أُطلقت دخلت فيها الليالي، والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: ( ما من أيامٍ العملُ الصالح فيها أحب إلى الله تعالى من هذه الأيام )؛ فأطلق النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-؛ فدخلت الليالي تبعًا.
وموطن المقارنة: أن العشر الأول من شهر ذي الحجة فيها (يوم التَّرْوِيَة) -وهو اليوم الثامن من هذا الشهر- حيث يتروى الحجيج قبل ذهابهم إلى (مِنَى)، أو كما قال بعض أهل العلم: إنما سُمِّيَ (بيوم التروية)؛ لأنهم كانوا يأتون فيه بالماء على ظهور الروايا -جمع راوية، وهي النُّوقُ يُؤتى بالماء على ظهورها محمولاً في القِرَبِ من الآبار، وحيث هو- فكانوا يتزودون بالماء قبل أن يذهبوا إلى منى في هذا اليوم، وهو اليوم الثامن من شهر ذي الحجة فَسُمِّيَ (بيوم التروية)، ويذهب فيه الحجيج إلى (مِنَى) يصلون الظهر والعصر قصرًا من غير جمع ويصلون المغرب والعشاء قصرًا للعشاء من غير جمع، ثم يبيتون (بِمِنَى)، ثم إذا ما طلعت الشمس -وقد صلوا الفجر- توجهوا إلى عرفات في اليوم التاسع.
وهو يوم عظيم فضلُه كبيرٌ أجرُ مَن صامه لله -جل وعلا- حيث بيّن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ذلك كما في حديث أبي قتادة الذي أخرجه مسلم في "صحيحه"، و أخرجه غيره، أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أخبرَ أن: (صيام يوم عرفة يكفِّر سنةً ماضية وسنةً باقية)، وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- كما في الرواية الأخرى: (يحتسب على الله -تبارك وتعالى- أن مَن صام يوم عرفة، كفَّرَ الله -رب العالمين- عنه ذنوب سنة مضت وذنوب سنة بقيت).
وفي هذا اليوم كما أخبر النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وروت ذلك عنه عائشة -رضي الله عنها- وأخرجه مسلم في "صحيحه"، قال -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: (ما من يومٍ أكثرَ من أن يُعْتِقَ فيه الله عبدًا من النار من يوم عرفة).
فهذا هو أكبر موسم يُعْتِقُ الله -رب العالمين- فيه أهلَ الطاعة وهؤلاء الذين هم مذكورون في هذا الحديث من أولئك الذين تركوا ديارهم وخلَّفوا أهليهم و أَحِبَّائهم وراءهم وخرجوا لله -رب العالمين- مُلبين وتجمعوا في صعيد عرفات يدعون الله -تبارك وتعالى- مخلصين.
يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ( وإنه -سبحانه- ليدنو عشية عرفة يباهي بهم الملائكة، يقول: ما أراد هؤلاء؟).
وصفة الدنو حقٌّ على حقيقتها على الكيفية التي تليق بالله -جل وعلا-، وإن الله -تبارك وتعالى- ليعتقُ في هذا اليوم العظيم من خلقه المؤمنين الموحدين المسلمين المنيبين المخبتين ما لا يقع مثله في أيام العام كما قال النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.
ففي العشر الأول من شهر ذي الحجة: (يومُ التروية)، وفيها: يومُ عرفة وهو يومٌ عظيم جليل القدر جدًا، وفيها: (يومُ النَّحْر)، وهو اليوم العاشر، وفيه يَنْحَرُ الحجيجُ بعد أن يدفعوا من المشعر الحرام إلى (مِنَى) بعد أن تُسْفِر الشمس يظلون في الدعاء لله -رب العالمين- حتى إذا ما دنا الإسفارُ جدًا دفعوا إلى (مِنَى) لرمي الجمرة -جمرة العقبة الكبرى- وعندها تنقطع التلبية، وفي هذا اليوم العظيم أعمال للحج هي معظم ما في الحج من أعمال.
فالذين نظروا إلى الأيام، قالوا: إن ذلك إنما يقع في أيام العشر الأول من شهر ذي الحجة، وأما في العشر الأواخر من شهر رمضان ففيها ليلة لا تُقاوم في فضلها هي خير من ألف شهر لمَن قامها لله -رب العالمين- إيمانًا واحتسابًا، متبتلاً، منيبًا، خاشعًا، وقد نص على فضلها القرآن العظيم ﴿لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾ [القدر:3].
ولذلك وقع التفاضلَ بين العَشْرَيْنِ: العشر الأوَل من شهر ذي الحجة، والعشر الأواخر من شهر رمضان، والذي في حديث النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- إطلاقٌ لا تقييدَ فيه؛ فدخلت الليالي في الأيام تبعًا.
فهذا موسمٌ عظيمٌ جدًا، بل هو أكبر مواسم الطاعات في العام, وهو العشر الأوائلُ من شهر ذي الحجة.
وسعيد بن جبير الذي روى الحديثَ عن ابن عباس -رضي الله عنهما- كان إذا دخل العشر, اجتهد في العبادة بما لا يستطيع أن يزيد عليه, وهذا من فقهه للحديث الذي رواه وتلقاه عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.
والعملُ الصالح يدخل فيه الصلاة والصدقة والصيام والدعاء والذِّكر وتلاوة القرآن والعطف على المساكين والأيتام وصلة الأرحام ومذاكرة العلم وبثه.. إلى غير ذلك، فكل ذلك يدخل في العمل الصالح.
فكل ما هو محبوبٌ عند الله -تبارك وتعالى- مشروع إذا أتى به العبد وقد توفر فيه شرطا قبول العمل عند الله -تبارك وتعالى- إذا ما وقع ذلك على هذه الصفة، وهو أحب العمل إلى الله -تبارك وتعالى- كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم-.
والعمل لا يُتقبل عند الله -جل وعلا- إلا إذا كان لله خالصًا؛ فلم تخالطه سمعة ولا شهوة بإراءة الناس العمل وإطلاعهم عليه، وهو الرياء، وكذلك التسميع حيث يسمع مَن يسمع بما أتى من عمل صالح، فالتسميع للسمع، والرياء للرؤيا.
فإذا جاء العمل خالصا لله -رب العالمين- ليس لغير الله فيه شيء وتوفر فيه الشرط الثاني وهو متابعة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- كان مقبولاً عند الله -رب العالمين-.
فهذه الفرصة اللائحة إذا مرت قد لا تعود؛ لأن الإنسان لا يدري ما يكون في غد، ولا يعلمُ أحدٌ عمره الذي قدره الله -رب العالمين- له مضروبًا عليه بالأجل الحَتْمِ اللازم الذي لا بد منه.
فإذا آتى الله -رب العالمين- مسلمًا هذه الفرصة؛ فعليه أن يجتهد في اقتناصها واهتبالها وعليه أن يكون حثيثَ السعي لتحصيلها وعدم تفويتها، فعليه أن يُقبل على -رب العالمين- بالتوبة والإنابة، وأن ينخلعَ وينسلخ من المعاصي والذنوب، وأن يرد المظالم إلى أربابها، وأن يسترضي الخصوم، وأن يجتهد في أن يكون مخلصًا لله -رب العالمين- متبعًا لنبيه الكريم -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.
والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- دلنا على أمر من الأمور التي يغفل عنها كثير من الناس من المسلمين الطيبين, فالنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قد رَغَّبَ في الأضحية وحث عليها بقوله وفعله وإقراره -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.
والأظهر عند أهل العلم أنها واجبة على القادر عليها، أن الأضحية واجبة، وهذا مذهب الثوري والأوزاعي، وهو مذهب أبي حنيفة، وإليه مال شيخ الإسلام -رحمه الله تعالى- أن الأضحية و الإضْحِيَّة وكذلك الضَّحِيَّة والأضْحَاتُ، ففيها أربعُ لغات، الأضحية واجبة على القادر، والجمهور على أنها سنة مؤكدة لمَن كان قادرًا.
والصواب أنها واجبة على القادر عليها؛ فرغّب النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فيها وأتى بها فعلاً وحث عليها قولاً وأقرها إقرارًا -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فثبتت مشروعيتها في الكتاب والسنة وثبتت مشروعيتها بالسنة بجميع صورها: قولاً، وفعلاً، وإقرارًا، وبإجماع الأمة.
وحض النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- على أمر يغفلُ عنه الناس يتعلق بهذه الشعيرة الظاهرة من شعائر الإسلام العظيم ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ﴾ [الحج:32]، ومن شعائر الله الظاهرة، ومن سنن الله -رب العالمين- التي سنها لنا نبينا -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- سنةً شرعية في دين الله -جل وعلا- تُتَّبَعُ -وهي واجبة- هذه الأضحية.
النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أخبر كما في حديث أم سلمة الذي أخرجه مسلم في "صحيحه": (أنه إذا أهلَّ هلالُ الحجة وكان لأحدكم ذِبْحٌ، فلا يأخذ من شعره ولا من ظفره شيء حتى يُضَحِّيَ).
والأظهر أن هذا النهي للتحريم، وأن الإنسان إذا كان مُضحيًا؛ فعليه أن يجتنب الأخذ إذا أهل هلال الحجة ودخل الشهر، ألا يأخذ من ظفره ولا من شعره شيئًا ما دام مُضحيًا؛ حتى يضحي.
فالنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- نهى عن هذا الأمر، وأظهر الأقوال عند أهل العلم: أن النهي للتحريم.
واختلفوا: هل يلزم ذلك مَن كان مُضحيًا، ومَن كان مُضَحًّا عنه؟ أم أن ذلك يلزم المُضحي وحده؟ قولان، وعند كثير من أهل العلم أن مَن كان مُضحيًا، وأن مَن يُضحى عنه عليهم جميعًا أن يُمسكوا عن الأخذ من الأشعار والأبْشَار والأظفار حتى يُضحي المُضحي.
والأضحية إنما تبدأ من بعد صلاة العيد في الأمصار عند صلاة العيد، أو بمرور زمنٍ يُوازي ذلك في الأماكن التي لا يُصلى فيها العيد كأهل البوادي وغيرِهم.
فلابد من مراعاة الوقت؛ لأن الذي يذبح قبل الوقت إنما قدَّم لأهله لحمًا، كما قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-؛ فمَن ذبح قبل الصلاة فإنما هو لحمٌ قدَّمه لأهله.
وأمرَ النبي -صلى الله عليه وسلم- لما انصرف، أمرَ مَن كان قد ذبح قبل الصلاة أن يُعيد غيرَها مكانها فبيّن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- الزمن الذي تقع فيها هذه الشعيرة العظيمة من شعائر الله -رب العالمين-، وأن ذلك يبدأ بعد صلاة العيد والخطبة؛ لأن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- كان إذا ما فرغ قدَّم أُضحيته -صلى الله عليه وسلم- وكان يأتي بها مذبوحة هنالك عند المُصلى، ويبدأ الناس في الذبح بعد.
فالعلماء على أن الأفضل أن ينتظر إلى ما بعد الخطبة إلى بعدَ ذبح الإمام إن كان ذابحًا مُضحيًا عند المُصلى، ثم يُضحي الناس بعد.
ويمتد أوان الذبح إلى غروب الشمس من اليوم الثالث من أيام التشريق وهو اليوم الرابع فإن اليوم الأول هو الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر وقبل ذلك اليوم العاشر وهو يوم العيد.
فزمان النحر أربعة أيام من بعد صلاة العيد إلى غروب الشمس من آخر أيام التشريق وهو رابع أيام العيد في عُرْفِ المعاصرين وهو اليوم الثالث من أيام التشريق، كانت تُذبح ضُحى، وهذا هو الأفضل، وأن يقع الذبح في يوم النحر ضُحى، ومنه اشتق اسمها؛ فهي الأضحية وهي الأضْحَات والضَّحِيَّة والإضْحِيَّة، وكل ذلك إنما اشتق من وقت الضحى، وأنَّ الملابسات كان العرب يأخذون منها تسميةَ كما سموا الدفعَ إلى المزدلفة وما يكون هنالك من الجمع، سموها جمعًا؛ لأن الحجيج عندما يُفيضون من عرفات إلى المشعر الحرام يجتمعون هنالك في المزدلفة؛ فَسُميت جمعًا، وهي المزدلفة والمشعر الحرام, فإذًا هذه تُذبح ضُحى.
النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- دلنا على أن من كان مُضحيًا، وأهلَّ هلالُ الحجة ودخل الشهر أن يُمسك عن أظفاره وشعره حتى يُضحيَ؛ فإذا وقعت أضحيته فإنه حينئذٍ يأخذ ما شاء من أظفاره ويأخذ ما شاء من شعره على حسب ما سنه له رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.
العملُ الصالح في الأيام العشر الأول من ذي الحجة كثيرٌ ومتنوعٌ، وأعلى ذلك وأجلاه أن يُطَهِّرَ المرءُ اعتقادَه لله من دَرَنِ الشرك والكفران، وأن يُحَصِّلَ التوحيد الحق مقبلاً على الله -رب العالمين- بالإخلاص، وأن يعلم أن الله -رب العالمين- أسس الملة على هذا الأصل العظيم، وهو توحيد رب العالمين؛ فلا يصح عملٌ ولا يُقبل عند الله -تبارك وتعالى- لم يكن مؤسسًا على هذا الأصل الأصيل الذي لأجله خلق الله -رب العالمين- الخلق؛ فإن الله -رب العالمين- خلق الخلق لتوحيده بعبادته، وصَرْفِ العبادة له وحده -جل وعلا-.
فأعظمُ ما يأتي به العبد في كل حين وحال، ويتأكد ذلك في هذه الأيام؛ إذ هي أفضل أيام الدنيا كما قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-؛ فأفضل ذلك أن الإنسان يجتهد في تحرير اعتقاده لله -رب العالمين- وحده، وأن يجتهد في تعلم التوحيد, يُقبل عليه ويحصّله، وفي معرفة الشرك ليبتعدَ عنه وليجتنبه وليحذّر وينفّر منه.
لأن الإنسان إذا أقبل على الله -رب العالمين- بالعمل الصالح من غير توحيد؛ فهذا بانٍ على غير أساس!، وهذا كالذي يُقيم بناءه على شفا جُرْفٍ هَار أو كالذي يبني لا على مُتحرِّك الرمال بل إنه يبني على الماء!، وهذا لا يمكن أن يأتي من عمله خير.
لأن العمل لا يكون صالحًا مُتقبلاً عند الله -رب العالمين- إلا إذا توفر فيه الشرطان:
 أن يكون خالصًا مبنيًا على التوحيد لله -رب العالمين- وحده، بريئًا من الشرك، ومن الرياء، ومن السمعة، ومن ملاحظة الخلق بعين البصيرة، وإنما يكون خالصًا لله -رب العالمين-.
 ويكون العبد فيه مُتبعًا فيه لنبيه الكريم -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.
فعلى الإنسان أن يُحرر هذا بدءً؛ لكي يبني على أساس متين؛ لأنه إن بنا على غير هذا الأساس؛ فلا قيمةَ لعمله بالمرة! بل إنه ربما كان معاقبًا عليه مؤاخذًا به.
والله -رب العالمين- إنما خلقنا لتحقيق هذا الأصل الكبير، وهو إفراد الله -رب العالمين- بالعبادة وإخلاص العبادة لله -رب العالمين-وحده، وتوحيد الله -رب العالمين-.
فالملةُ مؤسسة على هذين الأصلين: ألا يُعبد إلا الله، وألا يُعبد الله إلا بما شرع.
(ألا يُعبدَ إلا الله): "أشهد أن لا إله إلا الله".
(وألا يُعبدَ اللهُ إلا بما شرع): "أشهد أن محمدًا رسول الله".
فهذا هو دين الإسلام العظيم يقوم على هذين الأصلين: على التوحيد والاتباع.
فعلى العبد أن يجتهد في تحقيق هذا الأصل ثم فليبنِ بعد ذلك عليه ما شاء من عملٍ صالح على قانون محمد -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- متبعاً فيه هدي نبيه، غير مبتدعٍ في شيء من أموره، وإنما يسير خلف الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقتفي أثره.
ولا يمكن أن يكون العملُ خالصًا لله -رب العالمين- وقد خالطه الرياء، وداخلته السمعة!
ولا يمكن أن يكون العملُ صالحًا وقد مازجته البدعة!
ومن أجل أن يكون العمل على قانون الاتباع، ينبغي أن تتوفر فيه ستة شروط: وهي أن يكون خالصًا في سببه، وجنسه، وزمانه، ومكانه، وكمه، وكيفه.
فلابد أن يكون في جنسه مشروعًا: فلا يتعبد عبدٌ بالرهبانية، ويقول إني أتقرب بها إلى الله!!
فجنس العمل لا بد أن يكون مشروعًا، ولابد أن يكون مما شرعه الله -رب العالمين- على لسان رسوله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.
لو أن إنسانًا أراد أن يُضحي بفرس، نقول له: ابتدعت! وما أحسنت ولا يجزئ عنك.
والجنس الذي حدده الله -رب العالمين- هو بهيمة الأنعام: من الإبل والبقر والغنم، من المعز والضأن، على حسب السن والخلوّ من العيوب التي لا تُجزئ الأضحية إذا ما تلبست بها أو بأحدها.
فلابد أن يأتي بالجنس الذي شرعه الله -رب العالمين-، فإذا تجاوزَ ما شرعَ الله -رب العالمين- إلى غير ما شرعه الله؛ فقد ابتدع في دين الله -رب العالمين- وعمله مردود عليه؛ لأنه لم يحقق فيه شرط الاتباع لرسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.
ولابد أن يكون السبب الدافع للعمل الشرعي مشروعًا في أصله، مشروعًا في فصله، وأن يكون مشروعًا في جنسه، وكمه، وكيفه، وزمانه، ومكانه؛ فإذا اختلَّ واحدٌ من هذه الستة، لا يكون العبد الذي يأتي بالعمل مُتبعًا لرسول الله، بل يكون مُتبعًا لهواه، ويكن مُبتدعًا في دين الله.
فلو أن إنسانًا دعاه شيطانُه إلى أن يتعبد لله -رب العالمين- في مناسبةٍ، يقول: هذه مناسبة فاضلة: سأصوم يوم التحرير!! سأقوم ليلةَ عيد النصر!! أو يقول -في ليلة السابع والعشرين من شهر رجب- سوف أقومُ وأذكر وأتلو وأركع وأسجد!!...
هذا سببٌ غير شرعي؛ فلابد أن يكون السببُ مشروعًا كما الجنسُ سواءً بسواءٍ، فيكون مشروعًا في جنسه، مشروعًا في سببه، مشروعًا في كمّه.
فلو صلى الظهر ستَّ ركعاتٍ لم يصح، ولو صلى الظهر ركعةً لم تصح، وكذلك في سائر الأعمال التي نُصَّ فيها على المقدار: لا يجوز أن يقع المرء دونه ولا أن يتجاوزه بحال.
وكذلك ما يتعلق بالكيف: فلو قدَّم في الصلاة السجود على الركوع أو أتى بالتشهد قائمًا وأتى بالفاتحة في موطن التشهد إذا ما أخلَّ بأمثال هذه المسائل كمًّا وكيفًا كان مبتدعًا لا متبعًا.
وكذلك إذا لم يراعِ الزمان: فذهب إلى عرفات في اليوم الثامن، فوقف بعرفات قبل الزحام؛ فهذا كما ترى قد أخلَّ -وإن أخذ بشرط المكان- أخلَّ بشرط الزمان، وكذلك إذا ما وقف بالمزدلفة في اليوم التاسع في يوم عرفة أو وقف خارج حدود عرفات، فخالف في المكان وخالف في الزمان؛ فإنه حينئذٍ يكون مبتدعًا لا متبعًا.
فمن أجل أن تكون متبعًا لرسول الله فينبغي عليك حينئذ أن تُراعي هذه الشروط، وهي: الجنس، والسبب، والكم، والكيف، والزمان، والمكان، وفقكَ الله إلى ما يحبه ويرضاه.
الإنسان ينبغي عليه أن ينتهز هذه الفرصة، وهي هذه الأيام التي هي أفضل أيام الدنيا كما قال رسول الله، وهي الأيام التي لا يُضارِعها أيام في وقوع العمل الصالح فيها؛ فالعملُ الصالحُ فيها أحبُّ إلى الله -رب العالمين- من سائر أيام العام ولياليه.
وعلى الإنسان أن يجتهد في تحصيل هذا الأمر؛ لأنه حياتُه الباقية ﴿وَإِنَّ الدَّارَ الْآَخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾ [العنكبوت:64]؛ فعليه أن يقدَّم لنفسه، وعليه أن يُقبل على شأنه، وعليه أن يُفتش ضميره، وأن يُراجع قلبه، وأن ينظر في أطواء فؤاده، وأن يتأمل في أخلاقه، وأن يَفْحَصَ في حقيقة عقيدته وتوحيده، وأن ينظر في أصل اتباعه، وأن يتأمل في مسيرة حياته، وأن يتلبث قليلاً مترويًا من أجل أن ينظر ما فات كيف فات؟
وهذه السنونُ المتطاولات لا يُحصِّل المرءُ منها اليوم إلا خيالاً عابرًا، أو طيفًا حائلاً، أو برقًا خُلَّبًا؛ فقد مضت، فإن قست ما بقى وهو قليل بالنسبة إلى ما مضى، والنبي يقول: (أعمار أمتي بين الستين والسبعين وقليلٌ مَن يجاوز).
فإذا تأمل المرء ما مضى وقد مضى بما فيه من لذةٍ وعذاب، وسرورٍ واكتئاب، مرَّ بما فيه من معاناة وتمتع، مرّ بما فيه مما يُؤلم القلب ويُضني الفؤاد، ويَلْذَعُ الكبدَ ويأتي بالسُّهاد، مرّ هذا كله ثم صار إلى ماذا؟! إلى المساءلة والمحاسبة؛ لأن الله -رب العالمين- أمر الحفظة بكتابة كل شيء، فذلك مقيد ﴿أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ﴾ [المجادلة:6].
فعلى المرء أن يقف وقفةً متأنيةً، وأن يتأمل في مكسبه ما هو؟ وكيف هو؟ أمِن حلالٍ هو؟ يُحصِّل من طريق صحيح هذا المال أم من طريق فيه شبهة؟ لا أقولُ: من طريقٍ حرام؛ فهذا معلوم يتورع عنه مَن كان لله -رب العالمين- متقيًا، ولعذاب النار متقيًا، ومن لهيبها خائفًا.
وإنما يتوقف ناظرًا: هذا الذي أحصِّله من كسْب هذه الحياة، ما فيه؟ أفيه شبهة؟! فضلاً عن أن يكون من حرام.
فعليه أن يتحرى مطعمَه، وعليه أن يتحرى إنفاق لحظات حياته وثوانيها، وأن يتأمل في أطوائها وخفاياها، وأن ينظر في دوافعه وبواعثه، وعليه أن يجتهد في أن يركز في قلبه، وضميره، وخاطره، ونفسه، حقيقةً لائحةً لا يَعْشُ عن سَناها إلا مَن طمس اللهُ على بصيرته، ولا يَعْمَى عن حقيقتها إلا مَن كان خائبًا خاسرًا فاشلاً...
هذه الحقيقة، هي: أنَّ أَغْمَضَ ما تعالجه، وأصعبَ ما تزاوله، وأعتى وأعنف وأقسى ما تعالجه في الحياة: (نِيَّتُكَ)، كما قال الصالحون: "ما عالجتُ شيئًا هو أشق عليّ من نيتي".
وكان الواحد منهم إذا ما أراد أن يخرج إلى عمل من الأعمال الصالحة يتلبث حتى يُحرر النية: يسألُ نفسَه، لِمَ تذهبُ؟ كما يسأل نفسه، لم لا تذهب؟ ويسأل نفسه لم تتكلم؟ كما يسأل نفسه لم لا تتكلم؟ ويُفتشُ في ضميره، ويُنقِّب عن حقيقة دوافعه.
لأنَّ الدوافع معقدة، ولأن الأحداث متراكبة، ولأن خُطَى الحياة متسارعة، ولأن الوقائع في الحياة متداخلة متشابكة، ولأن الناس في أمر مَريج.
واللهُ -رب العالمين- بَعْد، محاسبٌ كلِّ أحد على ما قدّم وأخّر: على ما قدمه أمامه من عمل، وما أخره وراءه مما يَتَّبِعُه الناسُ فيه من بدعة ابتدعها، أو أصلٍ منحرف أصّله، فما تزال أوزارُ القوم وآثامُهم مُنصبةً عليه حتى ينقطع ذلك لا ينقص ذلك من أوزارهم شيء كما قال رسول الله.. ما قدَّم وما أخَّر.
فهذه فرصة قد لا تعود، إن مضت قد لا تعود، والعبد دائمًا على وَجَلٍ من غَدِه، لا يدري أتشرقُ عليه شمسُه أو تأتي وهو في ظلام رَمْسِهِ؟
واللهَ -عز وجل- أسأل أن يرحمنا برحمته، وأن يتغمدنا برحمته التي وسعت كل شيء، وهو على شيء قدير، وصلى الله وس
لم على نبين
ا محمد .
avatar
zeersalm

عدد المساهمات : 218
تاريخ التسجيل : 27/05/2012

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

فضل العشر الاواخر من دي الحجه Empty رد: فضل العشر الاواخر من دي الحجه

مُساهمة من طرف ابتسامة الحياة الجمعة 12 أكتوبر - 9:33

اللهم ارحمنا برحمتك وتغمدنا بعفوك وانك على كل شيء قدير

اللهم صل وسلم وبارك عليى سيدنا محمد
ابتسامة الحياة
ابتسامة الحياة
Admin
Admin

عدد المساهمات : 1604
تاريخ التسجيل : 27/07/2011

https://basma.banouta.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

فضل العشر الاواخر من دي الحجه Empty رد: فضل العشر الاواخر من دي الحجه

مُساهمة من طرف ابتسامة الحياة الجمعة 12 أكتوبر - 9:34

جزاكالله خيرا سالم على هذا الموضوع الشامل القيم
ابتسامة الحياة
ابتسامة الحياة
Admin
Admin

عدد المساهمات : 1604
تاريخ التسجيل : 27/07/2011

https://basma.banouta.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

فضل العشر الاواخر من دي الحجه Empty رد

مُساهمة من طرف zeersalm الجمعة 12 أكتوبر - 21:35

اللهم طول عمرها وبارك لها فيه يارب العالمين بسووووومه
avatar
zeersalm

عدد المساهمات : 218
تاريخ التسجيل : 27/05/2012

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

فضل العشر الاواخر من دي الحجه Empty رد: فضل العشر الاواخر من دي الحجه

مُساهمة من طرف محب الشهادة السبت 13 أكتوبر - 0:10

أسأل أن يرحمنا برحمته، وأن يتغمدنا برحمته التي وسعت كل شيء،
محب الشهادة
محب الشهادة
نائب الادمن
نائب الادمن

عدد المساهمات : 2667
تاريخ التسجيل : 30/04/2012

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

فضل العشر الاواخر من دي الحجه Empty رد: فضل العشر الاواخر من دي الحجه

مُساهمة من طرف محب الشهادة السبت 13 أكتوبر - 0:21

جزاك الله خيرا وأثابك

وجعل ما قدمت في ميزان حسناتك

محب الشهادة
محب الشهادة
نائب الادمن
نائب الادمن

عدد المساهمات : 2667
تاريخ التسجيل : 30/04/2012

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

فضل العشر الاواخر من دي الحجه Empty رد: فضل العشر الاواخر من دي الحجه

مُساهمة من طرف KHALEID الإثنين 12 نوفمبر - 12:00

[img]فضل العشر الاواخر من دي الحجه 12887433251 [/img]
KHALEID
KHALEID

عدد المساهمات : 2036
تاريخ التسجيل : 08/08/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى