بنيان الحب

من طرف رومانسى الأحد 3 يونيو - 18:30

بنيان الحب
لو تكلمنا عن الحياة فهي الحب وبدون الحب لن تكون حياه ويعيش الإنسان فى دنيا بلا أمل ولا هدف ولا طعم ولا مذاق فدائما الجسد والقلب والروح تسعد وترتوي وتسير بالحب بالحب يكون هناك هدوء بالحب نتسامح بالحب نتنازل بالحب نتفاهم بالحب نرتقي لأعلى القمم بالحب نصل بالفكر والمنطق لأفضل ما نحتاجه فى إشباع رغباتنا والنجاح والوصول للأهداف ، بالحب لا نظلم ولا نكذب ولا نغش ولا نفاصل ولا نغدر ولا نبيع الحب لا يعرف الأنانية ولا يعرف التمثيل والمماطلة ولا يعرف الهدم الحب احترام للنفس قبل احترام للحبيب الحب مثالية فى التعامل وفى الحوار وفى المعاشرة الحب احتواء من تحبه وخوف على من تحبه وعطاء لمن تحبه وتنازل لمن تحبه وإشباع رغبات لمن تحبه الحب فكر متبادل وإنصات للرأي والرأي الأخر الحب اتفاق للوصول لأرضية صلبه يقف عليها الطرفان باتفاق بينهم وبرضاهم وبأيديهم يعيشوا عليها ويصححوا ويعدلوا ويشيدوا هذا المكان حسب رغباتهم وحسب ما يرونة مناسبا لثقافتهم وعادتهم وتقاليدهم أى يصلوا الى امتزاج فى الفكر والقلب والروح والجسد ليصبحوا فكر واحد ورؤية واحده وتذوق واحد وهدف واحد يكون القرب مثل البعد فهناك روابط وخيوط قوية تربطهم ببعض فى كل الأحوال حتى لو حدث شىء يبعدهم عن بعض مثل السفر أو العمل هذه الخيوط تجذبهم لبعض سريعا لأن البناء قوى ومتين وكل واحد منهم وضع واشترك فى أساس البناء بفكر متحضر .
من هذه المقدمة أقول أن الحب كالبنيان له أساس وله قوام وله واجهه وقلب البنيان هو الذى بداخل البنيان والذى لا يراه إلا من يسكن فيه ، وأعتقد أن الأساس هو بداية الإعجاب بداية الإحساس بأن كل طرف يحتاج للآخر فيه راحة فيه لهفة فيه شيء يشد كل طرف للأخر ومن هنا يبدأ وضع أول لبنه فى هذا الأساس ويبدأ مشوار الحب بالحوار والتعرف على شخصية كل واحد وعلى فكره وعلى عاداته وتقاليده حتى يوافق كل طرف على الشخصه الأخرى بكل ما تحمله من سمات جميله وغير ذلك وأعتقد أن الاستعجال هنا خطأ كبير لأن الأساس لازم يكون قوى ويرتفع بطريقة سليمة ومرضيه ويلزم أن يكون لدينا إحساس بأن الأساس أصبح جاهز لتكملة البنيان ويتحمل ما نبنيه ويتحمل الفترة القادمة بدون مشاكل ولا صعوبات وهى فترة العشرة فترة السكن فى البنيان وعلى هذا الأساس يجب أن نتأكد فعلا من الحب الحقيقي وأعتبر أن البناء بدون أساس أى الزواج بدون حب فلا يستمر كثيرا وإن استمر يستمر للعشرة ويستمر من أجل الأولاد ويستمر من أجل العادات والتقاليد التى تمنع الفشل والطلاق وخلافه من الأفكار الشرقية التى نعيش فيها وتصبح الحياة ليس لها طعم وليس لها مذاق وأيام بتعدي من عمرنا بدون سعادة ولا حب ولا رضا وكأنهما يعيشان بدون قلب ولا روح ولا جسد ويشعرون أن الأيام فاتت سريعة وتقدم بهم السن ولم يشعروا بالحياة لأن العمر الذي مضى ، مضى كأن هناك عقد اتفاق بين طرفين كل واحد عليه أيه فى هذا العقد وكل واحد بيحاول يعمل اللى عليه فقط ولكن الحب مات الحب غير موجود وحتى البنيان الذى قاموا ببنائه أصبح قديم وهزيل وممل وقابل للهدم بين لحظة وأخرى .
ومن هنا أقول أن البنيان له ثلاث أوجه كما ذكرت سابقا الأساس والواجهة وقلب البنيان الداخلي والأساس متفقين أنه يلزم أن يكون قوى وقوته فى أن كل طرف يكون مقتنع بالأخر اقتناع تام من كل الوجوه ويرى الأخر أنه الأفضل والأروع والأكفاء من جميع الوجوه ويكون هناك وقت كافى للحكم على الأساس أنه سليم وقابل للبناء عليه ومن هنا يتم البناء والواجهة للبناء هى التى تهم الناس ولا تهم الحبيبين فالناس ترى الخارج وتحكم على الخارج ومحتاجه أن يكون الخارج لهم الأفضل ولا يهمهم الداخل وهو قلب البناء وقلب البناء لا يهم إلا الحبيبين فيلزم أن يكون الداخل أفضل وأروع من الخارج ولا يمكن أن يكون أفضل إلا إذا كان الأساس صح وتكملة البنيان صح ومتفق عليه ومرضى للطرفين ويتم التجديد دائما لأى شرخ يحدث وأى تثريب يحدث وأى عوائق وشوائب بإعادة تجديد وتنشيط وتجميل البنيان حتى يعيش بدون مشاكل ولو حدث أن الخارج أفضل من الداخل فالخارج لا يستمر بشكله الجميل طويلا فالداخل ينعكس على الخارج أي ما فى القلوب وما فى الأرواح ينعكس على الوجه فكلما كانت الحياة أفضل داخليا فالصورة الخارجية أفضل والعكس صحيح .
وأعتقد لنجاح الحب أن تكون البداية باتفاق الطرفان ويشعر كل طرف أنه له قبول قوى عملا وليس كلاما من الأخر وأن يتفقوا على المستقبل بطريقه تتيح لهم الوفاء بكل الالتزامات أن تكون الروابط بينهم قوية من أجل مواصلة الحياة أى أن يكون الرابط القوى بينهم هو احتياجهم لبعض حبهم لبعض مشاعرهم وإحساسهم حنانهم وعطفهم ارتباط قلبين وروحين وجسدين كأنهم روح وقلب وجسد واحد ولا يكون مواصلة الحياة لرابط أخر مثل العادات والتقاليد والأبناء والعائلات وما شبه ذلك من العادات الشرقية .
ولنجاح الحب أن يستمر الطرفان فى العطاء وتجديد الحب وتجديد المشاعر والأحاسيس والتغير دائما حتى لا يتسلق الملل للحياة أن يحترم كل طرف الأخر وأن يخاف عليه ويحس به ويشعر به وأن يكون دائما محل اهتمامه هذا كله لو كان هناك حب أصلا أو البداية كانت حب وإن حدث هذا كله بدون أن يكون هناك حب فلا يحس الأخر بما يقدمه الطرف الثاني ويعتبر هذا من حقه وواجب عليه أن يفعله .
الحب الحقيقي هو أن يشعر الطرفان أنهم أحياء وليسوا أموات أن يحاول كل طرف إسعاد الأخر وعمل كل ما يرضيه أن يكون دائما ملهوف عليه ويسعد بوجوده ويكتأب لبعاده أن يرى فى عيناه الحب والصدق والإخلاص والصراحة والوضوح أن يكون هناك احترام متبادل أن يهتم كل طرف بما يحبه الطرف الأخر وأن يكره كل ما يكرهه الطرف الأخر أن يتواصل معه ومع من يحبه فى صلة الرحم أن يكون بجواره فى وقت شدته أن يتنازل من أجل حبه أن يحتويه أن يشعر أنه مشتاق للمسه والكلمة والابتسامة وأن يحس كل طرف أنه مريض ودوائه الطرف الأخر أن يكون ظمآن وارتوائه الطرف الأخر أن يكون تعبان وراحته مع الطرف الأخر أن يرى الطرف الأخر بأنه أفضل ما فى الوجود كل هذا محتاج عمل دائب وليس كلام محتاج لتجديد محتاج لحنان وعطف ومشاعر ولحساس محتاج ابتسامه محتاج لنظرة محتاج لرحمه وسكينة يستريح لها القلب والوجدان محتاج لأن يصل لقلب الطرف الأخر حبه الحقيقي ويشعر به ويحسه .
تحتاج المرآة أن قلبها يحس ويشعر جوهريا وليس شكلا بالحب وإذا حست وشعرت بهذا ستجد أنها تبادله ولا تحتاج لغيره وأن لم تحس بحبه وعطائه فهى خارج الخدمة مهما كان يعطى ولا تحس ولا تشعر بحلاوة الحياة وتعتبر نفسها أنها آله تعطى لمن يريد وتتوقف عندما تتعب وتكل ولا يحس بها أحد ويكون فى قلبها مرارة على حياه وعمر يضيع هباء وهذا هو الفشل من يرعى قلبها ووجدانها من يسقيها الحب والحنان والعاطفة من لديه القدرة على بث فيها الحياة والحب غير الحبيب وهل هو يشعر بأنها مهمله إن شعر بأنها مهمله وكان يحبها حب حقيقى فسيحاول ان يعطى أكثر وإحساسه أصلا بأنها مهمله والعمل على الإصلاح هذا هو نجاح .
وأعتقد أن الحب يحتاج لتجديده ووضعه فى شبابه دائما ويكون هدف للطرفين ، الحب ليس مال ولا عمل دؤوب من أجل توفير لقمة العيش ولا من أجل ركوب سيارة فاخره ولا من أجل وجود مكان يليق بهما ولا من أجل أى شىء فى الدنيا الحب بعيد عن هذا كله هناك من يعيشوا فى سرايات وكأنهم يعيشوا فى قبر وهناك من يعيشوا فى حياه لا ينقصها أى شىء ولكن ينقصها الحب فتجد هذه الحياة كئيبة مملة صعبه وإذا وجدوا باب للخروج سيخرجوا من هذا كله ليجدوا الحب ولو فى عشة فراخ .
فالنجاح لا يأتي إلا بالحب بالحب تستمر الحياة بالحب يكون لكل شيء طعم ومذاق بالحب نعيش فى أمان بالحب تستمر الحياة بالحب يكون العطاء بالحب يبارك الله فى كل ما أعطى .
فتحى صفا

ابدعت يارومانسى فى تصوير حكاية الحب الحقيقى واتقنت نسج خيوطها

ماذكرته هو فعلا الحب بدون اغراض ولامتطلبات سوى الحب وبس

اشكرك من كل قلبى على هذا الموضوع الجميل