نفحة يوم الجمعة

۩ نفحــــــة يوم الجمعة ۩

د . جمال ماضي

إن صوم القلوب یتحقق في : سلامة الصدور من الغل والحسد والإثم والبغي , وفي القلب الذي لیس فیه شیئ لأحد , فحقیقة التقوي لیست بكثرة صیام ولا صلاة , وإنما بلغ من بلغ , بسخاوة الأنفس , وسلامة الصدور , والنصح للأمة , فلنتعلم طوال

العام , نظرة القلب النقیة التي تقع على المحاسن لا العیوب , وھمسة القلب الحانیة التي تدفع ولا تعوق , ولمسة القلب الساحرة التي تنشر الحب , وتصنع الذكریات الملھمة.

وینادي منادي یا باغي الخیر أقبل , ویا باغي الشر أقصر , فكأن الخیر قصرٌ , وقد وقف المنادي یعلن : یا باغي الخیر أقبل , یا باغي القصر أقبل , تعال وامتلكه فوراً مجاناً , أین المشترون ؟

لقد لامستى وترا حساسا اراه لى فتره بين الناس , فلقد اصبحت القلوب والنفوس بها من الحسد والكراهيه المستترين مايفوق قدرة الانسان نفسه ونحتاج فعلا الى صوم القلوب

احييكى على موضوعك وبارك الله فيكى

حديث رائع وجميل رواه أحمد بن حنبل في مسنده يتكلم فيه عن طهارة القلب من الحقد والبغضاء وان هذا كان سبب بشارة النبي صلى الله عليه وسلم وهو لا يزال في الدنيا .. من منا على استعداد بأن يطهر قلبه من الحقد والبغضاء والحسد ليحجز له مكانا في الجنة
حدثنا ‏ ‏عبد الرزاق ‏ ‏حدثنا ‏ ‏معمر ‏ ‏عن ‏ ‏الزهري ‏ ‏قال أخبرني ‏ ‏أنس بن مالك ‏ ‏قال :‏

كنا جلوسا مع رسول الله‏ صلى الله عليه وسلم ‏فقال: " يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة " .. فطلع رجل من ‏ ‏الأنصار ‏تنطف لحيته من وضوئه قد تعلق نعليه في يده الشمال .. فلما كان الغد قال النبي صلى الله عليه وسلم ‏مثل ذلك فطلع ذلك الرجل مثل المرة الأولى

فلما كان اليوم الثالث قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل مقالته أيضا فطلع ذلك الرجل على مثل حاله الأولى .. فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم ‏تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص ‏فقال : " إني لاحيت أبي فأقسمت أن لا أدخل عليه ثلاثا، فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى تمضي فعلت " .. قال : " نعم " ..

قال ‏‏أنس: ‏" وكان عبد الله ‏يحدث أنه بات معه تلك الليالي الثلاث فلم يره يقوم من الليل شيئا غير أنه إذا ‏ ‏ تعار ‏وتقلب على فراشه ذكر الله عز وجل وكبر حتى يقوم لصلاة الفجر " .. قال عبد الله: " ‏‏غير أني لم أسمعه يقول إلا خيرا " ..

فلما مضت الثلاث ليال وكدت أن أحتقر عمله قلت: " يا ‏عبد الله ‏إني لم يكن بيني وبين أبي غضب ولا هجر ثم، ولكن سمعت رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم ‏‏يقول لك ثلاث مرار يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة فطلعت أنت الثلاث مرار، فأردت أن ‏ ‏آوي ‏ ‏إليك لأنظر ما عملك فأقتدي به فلم أرك تعمل كثير عمل، فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " .. ‏ ‏

فقال : " ما هو إلا ما رأيت " .. قال فلما وليت دعاني فقال: " ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشا ولا أحسد أحدا على خير أعطاه الله إياه " .. فقال عبد الله : ‏" هذه التي بلغت بك وهي التي لا نطيق " .. ‏